العالم ينبطح للصين وروسيا


"لا أستطيع إنجاز هذا العمل _الوساطة في الأزمة السورية _ بمفردي، بل احتاج إلي مساعدة دول مثل دولتكم ودعمها ومساندتها ونصائحها، لذلك جئت إليكم".. هذا مختصر تبرير كوفي أنان المبعوث الدولي لحل الأزمة بين نظام بشار الأسد والمعارضة في سوريا ورئيس الوزراء الصيني وين جياباو، كان الأول يترجي المسئول الصيني ليساعد العالم في وقف اعتداءات النظام السوري ضد المعارضة، وبعيدا عن موقفي حول الأزمة السورية، فإن العالم الشيوعي اليساري الشرقي بقيادة الصين وروسيا استطاع أن يلقن أمريكا وأوروبا درساً عظيماً مستخدما قوة الفيتو في مجلس الأمن وخارجه!.

ومن ينظر للأمر بمنظور أبعد يجد أن تمسك كلا من امبراطوريتين الصين وروسيا بموقفي إيران وسوريا من الغرب ما هو إلا إعلان لقوتها بعد التعديل، نعم بعد التعديل فلاشك أن السنوات الباردة بعد الحرب العالمية الثانية كان لها صدي وتغيير لسياسات كل دول العالم بعد التوحش الأمريكي العالمي ورعايتها للطفلة المدللة إسرائيل، وأصبحت الخطورة الحقيقية ليست على الدول الموالية للولايات المتحدة فقط بل على إسرائيل ومن والاها إلا أن المشهد العالمي التاريخي يدل على الدهاء الصهيوني الإسرائيلي، وأتوقع أن يقوم رجال الأعمال التابعين للكيان الصهيوني المحتمل بضخ استثمارات بعشرات المليارات في هذه الدول لشراء رضاها، وأعتقد أن هذه الدول بالذكاء العقلي الذي تستطيع معه أن تبتز إسرائيل ومن والاها لتحقيق مصالحها كما أنها دول تجيد جيدا اللعب في ملاعب السياسية وتعرف كيف ومتي وأين تتحرك.

النكسة الغربية بقيادة أمريكا ودول الناتو تمثلت في عدم القدرة كالمشلول على ردع سوريا وإيران، فالأولي تقتل في شعبها سواء بالعشرات أو بالأفراد المهم هناك قتل متعمد وبأسلحة مختلفة، أما الثانية فهي تستكمل برنامجها النووي غير السلمي طمعاً في حقها الشرعي لإمتلاك سلاح نووي، وعلى الرغم من مهاجمة كل دول العالم بلا استثناء لكلا الدولتين فإن روسيا والصين تقفان بجوارهما بطريقة مستميمة، ودائماً الدول الكبري تحمي دولاً أصغر تعادي دولاً كبري أخري حتي تكون كالشوكة التي تقف في حلق الإنسان وتعذبه وتؤلمه وتجعله غير قادر على الحركة ومشلول مع أنها صغيرة الحجم.

نتيجة الحماية الدولية لسوريا والصين حصلت كلا الدولتين على امتيازات استثمارية عظيمة وساحقة في إيران وسوريا، مكافأة لهما كما ستحصل الامبراطوريتين الاقتصاديتين على استثمارات أجنبية إضافية على أراضيهما كما ستحصلان على نفوذاً سياسياً جديداً لتكونا من جديد دولتين متبوعتين. ومع إزدياد الضغوط الدولية والمحايلات والتمني والترجي للصين وروسيا، تتعاظم قوتهما السياسية والاقتصادية وبالتالي العسكرية، وهو ما كشف عنه تقرير حديث أكد أن روسيا لازالت تحتفظ بالحصة الأكبر في تصدير السلاح عالمياً كما أن الصين دخلت هي الأخري في ملعب كبار مصدري السلاح وتحولت للاعب رئيسي في تقليب حركات وثورات خاصة في الدول الأفريقية وانتشرت الأسلحة الصينية في غالبية دول العالم.

وحتي يأذن الله بأمر من عنده نجد أن الحال سيبقي على ما هو عليه ولن يتحول شيئ سوي صعود دول عظمي وعودة أمريكا وأوروبا للصف الثاني.

العالم ينبطح للصين وروسيا العالم ينبطح للصين وروسيا Reviewed by fun4liveever on March 31, 2012 Rating: 5

No comments:

Powered by Blogger.