الجيش والموساد أزمة تاريخية



من أغرب النكت السياسية التي سمعتها منذ سنوات هو خلاف بين الجيش الاسرائيلي وجهاز الموساد حيث قال وزير التجارة والصناعة الإسرائيلى بنيامين بن اليعازر، وهو يرد على الوثائق السرية التي نشرها موقع ويكيليكس حول التهديد النووي الإيراني لمنطقة الشرق الوسط، أن خلافاً نشب بين جهاز الموساد والجيش فى طريقة التعامل مع التهديد، حيث يسعى الجيش لاستخدام الحل العسكرى، بينما يفضل الموساد الطرق الماكرة للتغلب على السلاح النووى.. الله أكبر.. أول مرة أعرف في حياتي أن هناك فرق بين الجيش والمخابرات أو أن اثنان يعملان في دوائر منعزلة.

ما تفعله إسرائيل من تضليل إعلامي ربما يرقي لحد السذاجة لنا نحن العرب لأننا نعلم جيداً عن تجارب أن الإسرائيليون يبرعون في الخداع وقلب الحقائق اتباعاً للمثل الشعبي القائل "سبقني وبكا.. سبقي واشتكي"، لكن حتماً لا يعلم الغرب الحقيقة كاملة فثقة الشعوب الأجنبية في وسائل الإعلام والإعلان الاسرائيلية لا تتناسب بأي شكل مع الإعلام العربي، ولا غرابة في أن بعد مائة سنة ستجد أيها القارئ كاتب أخر يقول مثلما أقول الآن فالعرب لن يتغيروا وكذلك هم، وكما قال بن اليعازر "أنتم تسمعون بأنفسكم ما تقوله الدول العربية على التهديد الإيرانى وليس إسرائيل فقط، ومن منطلق أنى كنت وزير دفاع فى الماضى يمكن أن أقول إن الدولة والجيش يستعدان لكلا الخيارين معا"، فلا تتعجب من أن المستقبل سيحمل اسم أخر غير إيران لا يعلمه إلا الله، أقول هذا ليس حباً في إيران لكنه علماً بما تمارسه دولة إسرائيل وسعيها العظيم لترسيخ نفسها كدولة مؤثرة في اشلرق الأوسط والعالم.

ليس غريباً أن نجد في نشرات الأخبار أن إسرائيل تتدخل لفض نزاع بين دولتين أو تعقد مجلس عرفي لحل الأزمة الناشئة بين قبائل فتح وحماس أحد المنتمين لدولة ما كان يسمي بفلسطين التي فقدت شرعيتها منذ سنين، وربما أيضاً نجد مندوبين دائمين لإسرائيل في مجلس الأمن الدولي، ويصبح حكامها من حكماء العالم، واقتصادهاً جنباً إلى جنب مع الصين التي ستكون وقتها قوي عظمي.

ولا تتعجب أيضاً حينما تقرأ في وسائل الإعلام أن الطفل الاسرائيلي أذكي أطفال العالم، وأن من حصلوا على جائزة نوبل العتيقة من إسرائيل وحدها تجاوزوا 150 عالم، وأن علم إسرائيل أصبح صورة تعبيرية وتشكيلية وفنية راقية في المجتمعات العالمية.

وما لم يدعونا وقتها للحسرة هو أن تملك إسرائيل أجود وأكبر كمية من القمح المزروع في أقل مساحة زراعية _دون أن تسألني كيف؟_، وستظهر ظواهر ونظريات سياسية واقتصادية وفلسفية وعملية من داخل إسرائيل لدرجة أن علوم الدنيا ستنطلق من منارة تل أبيب حتي محيطات الدنيا.. ويعيش العالم في هدوء وسكون وتنتهي القصة عند هذا الحد إلى أن يلطف الله بنا يوم القيامة.



مصطفي النجار

كاتب مصري شاب


الجيش والموساد أزمة تاريخية الجيش والموساد أزمة تاريخية Reviewed by fun4liveever on November 30, 2010 Rating: 5

No comments:

Powered by Blogger.