يا أزهر أمرنا شوري بيننا


لماذا تخلي الأزهر عن حديث الرسول "أمركم شوري بينكم" واصبحوا يتداولون ما يريدون ويفعلون ما لا نحن به راغبون، لماذا يتحدثوا عنا ما لا به قانعون، ألم يصعد رجال دين من قبل يحرمون الشيوعية والاشتراكية والديمقراطية والعلمانية والبعد عن الثوابت الدينية المتعارف عليها من أن "الحاكم راعي ومسئول عن رعيته" وبالتالي فهو من يختار قياداته وفقا لكتاب الله وليس لأهواء النفوس البشرية التي تتأثر بأسباب مختلفة؟، لماذا يتغير رأي رجال الدين إن كان الإسلام قد أمر بوجود رجال دين.

يقيناً لن ينسي التاريخ تلك الفتوي الأزهرية التي قالها الشيخ مرزوق الشحات مرزوق رئيس لجنة الفتوى بالأزهر، يوم الثلاثاء 23 نوفمبر 2010، وربما هذا التاريخ علامة فارقة في ما سيسمي بعد ذلك بـ"الإسلام الجديد" على شاكلة المسمي الأمريكي "الشرق الأوسط الجديد"، وربما هو أول خطوة لما نسمعه بـ"تجديد الخطاب الديني"، فقد قال العالم الجليل في فتواه أنه "من خرج من بيته للإدلاء بصوته فى الانتخابات فهو فى سبيل الله حتى يرجع"، ليؤكد بها أن مشاركة المواطنين فى انتخابات مجلس الشعب واجب شرعى على كل ناخب ومن يمتنع عنه آثم شرعاً، ومن خرج من بيته قاصداً المشاركة فى الانتخابات فهو فى سبيل الله حتى يرجع.

لست بصدد مهاجمة دين ما أو شخص ما ولكن أهاجم فكرة اجتماعية مختلقة أو بلغة رجال الدين "بدعة" وكما تعلمنا في ديننا المقدس أن"كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار"، فإلى متي ستظل مؤسسة الأزهر الشريف التي كانت منارة لتعليم القيم والأخلاق التي أمر الله بها، تخلط الدين بالسياسة ومن الناحية الجانبية التي يعرفها الجميع من خلال الترتيبات الأمنية المستورة ينادي قيادات الأزهر بأن خلط الدين بالسياسة "حرام" فمن بعد اليوم يستطيع أن يصدق رجال الأزهر.

ألا يكفينا تقلص مساحات علمية ومعرفية كثيرة في مصر؟، لماذا نصر على زيادة التراجع العلمي المستنير ونخلطة بأمور "تافهة" وساذجة، ونجعل من الدين "مضغة" نستخدمها حسب الأهواء البشرية، وإني بصدد لأذكر الغيورين على هذا الدين بأن "الله لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم" و"إن النفس لأمارة بالسوء إلا مارحم ربي"

ما يعجبني في أى رجل دين يعتقد أنه الوحيد القادر على تكفير البشر أو ربما يعتقد ان البشر دون هو ومن تبعه من الكفار الآثمين، على الرغم أن الدين كفل الحريات وليس غريبا أن يري شخصاً ان من مصلحته ومصلحة البلد ألا يدلي بصوته في أى انتخابات ويقول "أنا حر.. واللي بيدفع لى حاجة يجي ياخدها"، هذه مقولة مصريين وليس كفار أو أشخاص من عصر الجاهلية، والأسباب التي يعتمدونها عديدة وتتكرر من شخص لأخر بل من مدينة لأخري ومن محافظة لأخري فالمصريون لديهم قناعة بأن ما لا يؤثر لا يجب أن نعطيه أكثر من حجمه وبالتالي فالمشاركة "الحقيقية" في أفضل انتخابات مصرية لا تتعدي في تصوري 10 إلى 20% حتي وإن كان الشعب باكمله مثقف وهذا لن يحدث أبدا!.

أؤكد أنني لست رجل دين ولا أتمني لأي تيار ديني لكني مجرد مواطن مصري أمارس حقي في حرية التعبير التى كفلها لى دين الله، والدستور والقوانين المنظمة للحريات ووفقا للمعايير الدولية في حقوق الإنسان، وبما أنني غيور على بلدي وأري ما لا أطيق فأدعوا أولى الأمر أيا كانوا هم بأن يلجأوا للطرق الحديث في تشجيع المواطنين وتلبية متطلباتهم بدلاً من أقحام علماء أجلاء في ما لا يعلمون ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت، وما ما على المؤمنين إلا البلاغ المبين، وأؤكد في الوقت نفسه أنني حتس الأن لست من المؤمنين الذيت تحدثت عنه الآية الكريمة لكن فقط أطبق الآية الكريمة التي تقول "ذكر فإن الذكري تنفع المؤمنين".


أخيراً، أذكر كبار علماء الأزهر من العقلانيين الذين يعرفون الله وليس السلطان والحكم، إن ما أنتم فيه ستحاسبون عنه يوم القيامة أمام خالقكم الذي سمي نفسه "المنتقم الجبار" فلا تسمحوا بخلط الباطل بالحق لخدمة فلان أو كرسي أو أي شئ من هذا القبيل، ولا توافقون على استخدام الدين في الانتخابات أو غيرها، فالدين هو الدين وليس له تعريفات أخري، فإذا قبلتم أمام الله بأن تسير البلد في مسيرتها باحترام كل الأديان دون ان تكون دولة دينية كما هو الحال في المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية، فلا تقبلوا بأن يبتز أحد الشعب المصري باسم الدين وأعلنوا رفضكم أمام الله ربكم الواحد الأحد الباقي!.

مصطفي النجار

كاتب مصري شاب

يا أزهر أمرنا شوري بيننا يا أزهر أمرنا شوري بيننا Reviewed by fun4liveever on November 23, 2010 Rating: 5

No comments:

Powered by Blogger.