اليوم السابع | سيارات إسعاف تلجأ للسوق السوداء لشراء السولار.. والمريض يسدد الفاتورة.. مواطنون يرفضون منح الإسعاف أولوية بالمحطات.. ومسعف: توقف 50% من السيارات

اليوم السابع | سيارات إسعاف تلجأ للسوق السوداء لشراء السولار.. والمريض يسدد الفاتورة.. مواطنون يرفضون منح الإسعاف أولوية بالمحطات.. ومسعف: توقف 50% من السيارات

كتب مصطفى النجار

يوم الخميس الماضى، تعرض أنس سعد الشاب ذو السادسة والعشرين من عمره لأزمة قلبية، اتصلت زوجته على الفور بخدمة الإسعاف لتصل السيارة فى حوالى 15 دقيقة فقط، لم تستطع السيارة استكمال رحلتها إلى مستشفى عين شمس الجامعى "الدمرداش"، لنقص الوقود، ما اضطر سائقها للانتظار، وأنس بالسيارة لمدة ساعة ونصف الساعة حتى حان دورهم فى التموين.

أنس لم يكن الحالة الوحيدة، فبالتأكيد توجد حالات أخرى، وإن اختلفت الظروف المحيطة، وهذا ما أكده (كمال. أ) أحد المسعفين بمستشفى بالقاهرة، إذ تعرض خلال الأشهر الأخيرة لخمس حالات مماثلة، موضحاً أن سيارات الأسعاف الأرضية "برتقالية اللون"، تحتوى على إمكانيات أكثر تضمن للمريض أن يصل للمستشفى بأمان، لكن سيارات الرعاية المتقدمة التى تضم طبيبا وتكون عبارة عن سيارة سيدان صغيرة الحجم تصل بسرعة أكبر للمريض، لكن كلا النوعين بات يعانى مؤخراً من نقص الوقود، مما جعل الإدارات تستغنى عن 50% من السيارات لتتمكن من تموين النصف المتبقى بالوقود اللازم، مما يؤثر على سرعة الاستجابة عن ذى قبل.

تمتلك هيئة الإسعاف المصرية التابعة لوزارة الصحة 2600 سيارة بالهيئة و12 لانشاً نهريًا و8 طائرات جوية لنقل المصابين، ذات تجهيزات طبية عالية الكفاءة، ويعمل بها 15 ألف شخص فى وظائف متنوعة.

وحكى كمال، نقلاً عن أحد زملائه، أنه بنقطة إسعاف طريق الجعفرية السريع، وشهد الطريق حادث تصادم، ولم تستطع سيارة الإسعاف الوصول لمكان الحادث، بسبب نقص الوقود وطول الطوابير أمام محطات التموين الموجودة فى هذه المنطقة.

فى وقت سابق، كشف الدكتور محمد سلطان، رئيس هيئة الإسعاف المصرية، فى تصريحات صحفية لـ"اليوم السابع"، أن الهيئة تحاول قدر المستطاع توفير حاجة سيارات الإسعاف من السولار، حتى تستمر فى العمل، لافتاً أن الأزمة تظهر بشكل أكبر فى محافظات جنوب الصعيد، معترفاً "المواطنون يرفضون إعطاء أولوية للإسعاف، رغم رغبة العاملين بالمحطات فى ذلك، ما يضطرهم للوقوف فى الطابور".

وأضاف أن الهيئة تقوم بدراسة احتياجات السيارات حتى تتمكن من توفيره قبل نفاده من السيارات بفترة مسبقة، مشيراً إلى أن الهيئة نسقت مع عدد من المحافظات لإعطاء أولوية لسيارات الإسعاف فى الحصول على السولار، كما أن محطات بنزين "وطنية" التابعة للقوات المسلحة، تعطيها أولوية بالفعل.

وتمتلك أيضاً الهيئة 50 حضانة متنقلة، إضافة إلى 20 حضانة من دون تنفس صناعى، وتقوم هذه السيارات بعمل 600 خدمة تقريبًا شهريًا على مستوى الجمهورية، إذ تنقل الأطفال المبتسرين إلى المستشفيات.

فى موازنة العام المالى 2012/2013 تم تخصيص ميزانية للإسعاف النهرى والجوى ضمن خطة تطوير مرفق الإسعاف، حيث خصص للإسعاف الجوى 40 مليون جنيه، بينما تبلغ ميزانية الإسعاف النهرى 9 ملايين جنيه.

وفى مشروع الموازنة الجديدة للدولة للسنة المالية 2013،2014، تبلغ المنح والمساعدات الإنسانية حوالى 38.8 مليون جنيه، منها 2.5 مليون جنيه لعلاج المواطنين ومرضى الفشل الكلوى وإعانات الإسعاف وغيرها.

وهاجم عبد الغفار صالحين، رئيس لجنة الصحة بمجلس الشورى، خلال اجتماع للجنة المالية والاقتصادية بمجلس الشورى، مشروع موازنة وزارة الصحة، التى تقدر بـ32 مليار جنيه، توزع على 10 قطاعات، ووصفها بأنها "غير كافية"، لافتاً أن الباب المخصص للأجور يستحوذ على 56% من الموازنة، على الرغم من ضعفها، وأن هذا البند ينقسم إلى شقين، أحدهما 48% من الصناديق الخاصة لا يعلم لمن تصرف.

محمد صلاح، مدير إحدى محطات البنزين فى حى الأميرية بالقاهرة، أكد أن كميات الوقود التى تأتى محطات التموين محدودة، والأزمة لدى شركات البنزين والسولار، مؤكداً أن سعر السولار لم يتغير كما أقرته وزارة البترول، لكن الأزمة فى توافره وليس فى سعره، لذلك يلجأ البعض، ومنهم سيارات الإسعاف، للشراء من السوق السوداء بـ38 وأحياناً 40 جنيهاً للصفيحة التى تزن 22 لتراً، وغالباً ما تسدد أسرة المريض أو المصاب ثمن السولار لإنقاذ حياته، والذى يبلغ ثمنه وفقا للأسعار الرسمية 1.25 جنيه للتر.