السلام عليك أيها المرشد الأعلي للبلاد

إذا افترضنا عبثاً أن الأيام مرت بسرعة التطور التكنولوجي وفوجئنا بالأخ خيرت الشاطر رئيسا لجمهورية مصرنا المصونة، وجاءت ساعة الحسم لتأخذ جماعة الإخوان المسلمين كرسياً عظيماً لحكم أرض الكنانة وتحقيق ما سعت له منذ أمد بعيد كيف ستتعامل الجماعة بين مرشدها العام أو الأعلي أو الأوطي حتي ليست المشكلة في اللقب، وشخصين أخرين هما مفتي الديار المصرية، الذي يعتبر الرأس الدينية على مر العصور، وأخيراً القائد الأعلي للقوات المسلحة بصفته عسكري لا علاقة له بالدين وإن كان يصلي ويؤدي فروض دينه.

ولعلني أفكر بطريقة خبيثة بعض الشئ وأطرح أموراً غريبة، فهل مثلا يمكن أن تلغي كلمة "الأعلي" التي ابتدعها الرئيس السادات الله يرحمه، بما أن الله هو الأعلي والأكبر، أم أن هذه الكلمة ستستمر في ظل حكم لامؤاخذة "الجماعة" وان الله غفور رحيم، حقيقة لا نتخلي عن طلب الغفران والرحمة من الله لأننا نرتكب جميعا من الذنوب والخطايا ما يكفي سكان كواكب أخري، وما يزعجني حتي الآن سيقبل الرئيس أن يكون متبوعاً وليس تابعاً فالطبيعة البشرية لا تقل المشاركة وبما أن عصر الأنبياء انتهي فأتعجب من وجود مرشد ورئيس وضابط، أتذكر فيلم "مواطن ومخبر وحرامي".. وليس معني هذا أن المرشد هو المواطن أو الرئيس هو هو المخبر أو الضابط هو هو الحرامي، والأسماء تتغير لكن المهام موحده ولا يتغير في الأمر الكثير سوي بعض الشكليات وزي ما سمعنا في فيلم "جواز بقرار جمهوري" هو الإنسان إيه غير شوية حاجات فوق بعضها!!

وكيف ستغير الجماعة من فهم الشارع المصري لها من الجلوس في البيت وإعداد الأكل للزوج والأبناء وتنظيف المنزل، والوفاء بإلتزامات الزوج في المساء خاصة يوم الخميس، وأتعجب كيف ستتحول قيادات الجماعة من لامؤاخذة القعدة في البيت لنزول الميدان وطبعا هما بعيد عن ميدان القتال لانهم بيحبوا ميدان السلطة مش ميدان الجهاد مع إن الجهاد مذكور في القرآن وفي أهداف الجماعة أيضاً.

هل سيكون شيخ الأزهر إخوانياً مع العلم أن الحزب الوطني نسق مع الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر ليستقيل من الحزب حتي لا يختلط الدين بالسياسة وبالتالي يختلط الزيت بالماء عكس جميع النظريات الكيمائية المتعارف عليها منذ اكتشاف الكيمياء، ومن كثرة وتلاطم الأسئلة في ذهني وعدم وجود إجابات أحس بك أيها القارئ أنك لا تفهم ماذا أقصد لأن ما تشعر به الآن وانت تقرأ هو حالي وأظن أنه حال الكثيرين ليس من المثقفين فقط بل من المواطنين العاديين الذي أنا في الأساس منهم، ومهما بلغت من القدرة على التفسير والتنبؤ بالأمر فإن أحداثاً لا نعلم صانعها ولا نعلم من ينفذها تقلب كل تفسيراتنا رأساً على عقب.

نجتهد وتجتهد سيادتك لنعرف أموراً حقيقية وللاسف فقد كتب الله علينا قوله تعالي: "وما أتيتم من العلم إلا قليلاً"، وللأسف أيضاً فقد قال الله تعالي في محكم التنزيل "رفعت الأقلام وجفت الصحف"، أي لا يقدر أحد على تعديل مستقبلة ولسنا نعيش فيلماً من الخيال العلمي حتي نركب آلة الزمن لنغير حياتنا ونعدل من مستقبلنا كما يحلوا لنا، كما ان حياتنا ليست بها "المزة" الجميلة التي سنأخذها وتكون النهاية السعيدة لحياتنا في الحياة بها الكثير والكثير من الأمور والمشاكل التي تتخطي حد الإدعاء باسم الدين وأبناء الرب الأعلي وأصحاب الدعوة الأكيد التي ليس بينها وبين الله من حجاب فدارة شئون دولة لها علاقات دولية وإقليمية ولها مشاكل في الداخل ولها عدو في الجوار ولها أبناء مشردون في دول العالم ولديها بطالة وأمور كثيرة متشابكة ومعقدة.