تطهير الشعب من النظام

نجح الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك في أن يحفر اسمه داخل كل زقاق وليس الحفر هنا كما حفر الراحل جمال عبد الناصر _رغم إختلافي مع سياساته_ بل الحفر في حالة مبارك بانه جعل نفسه داخل أفراد الشعب موجود وإذا اختفي فإنه مرغوب وإذا رغب فيه فإنه موجود فهو متواجد دائماً في الذكر الطيب وفي السوء.

ومن مفارقات القدر مع اقتراب الأزمة الكبري في التاريخ المصري الحديث وهي اختيار رئيس للجمهورية بعد خلع نظام مبارك وهي الدعاية لمرشحي الرئاسة واختص بالذكر الداعية الإسلامي حازم صلاح أبو اسماعيل، الذي أساءت الحملة الانتخابية الخاصة به ومؤيديه لأساليب الدعاية الناجحة حتي أن الكثيرين قالوا "ناقص نلاقي صورته نازله من حنفية المياه"، بينما وضع أخرون صورة على أكياس وعلب الكشري والفول والطعمية هذا بخلاف الملصقات المنتشرة في الشوارع وعلى السيارات بجميع أنواعها خاصة التي يملكها فقراء أو محدودي الدخل لأن هذه الطبقة سهلة التأثر بمن يتكلم باسم الدين زعماً منهم انه بذلك يتحدث باسم الله على الأرض وأنه خليفته الذي يطبق شرع الله الذي يستخدم للوصول إلي جنة الفردوس مع الأنبياء والرسل والصالحين.

حفر أبو اسماعيل لاسمه في أذهان المصريين سيرتبط بنفس النظرية التي استخدمها مبارك مع فارق المدة الزمنية حيث استغرق مبارك قرابة 30 سنة لذلك، بينما استخدم ابو اسماعين وأتباعه الحكمة الشعبية القائلة: "الزن على الودان امر من السحر"، وهو نفس أسلوب مؤسسي الدعاية النازية وعلى رأسهم جوبلز، ربما لم يقصد اسماعيل هذا الأسلوب وقد يكون لا يعرف ماذا تعني النازية أو الفاشية في الأساس وليس هذا استهزاء من رجل له جماعهير عريضة بل هو توضيح لفهم خاطئ من بعض الإسلاميين للسلطة المدنية التي تتعايش مع عدد عريض من الثقافات والفروقات بين البشر.

بين هذا وذاك، فالجهل عامل مشترك بمتطلبات الشعب وضعف التنفيذ للأحلام هو أيضاً عامل مشترك، وحب السلطة والتطلع لها سمة كل السياسيين حتي ولو كانوا ملائكة، ولسنا جميعاً بناسيين روايات بعض السلف الصالح من أن الشيطان كان أحد الملائكة حتي غضب عليه وأصبح جنياً خبيثاً خارجاً عن رحمة الله وسوف يمهله الله حتي يوم القيامة ليلقي حتفه هو ومن اتبعه، وما أريدك سيدي القارئ أن تدركه هو أن الطريق إلي النار مفروش بالنوايا الحسنة وليس الطريق إلي الجنة فقط، ودائماً ما تجد الطريق ممهداً بالخير للوصول إلي الشر.

لذلك نحتاج لأمر غاية في الأهمية وهو تطهير الشعب وليس النظام، وطهارة الشعب هنا هي طهارة باطنية وليست ظاهرية تحتاج لكل المطهرات الطبيعية والكيميائية لاستئصال أخبث الأمراض المسماه بـ"النظام القديم"، وأنصح بانه لايجب أن يستبدل سرطان خبيث بثعبان قاتل أي استبدال النظام القديم بنظام حديث أكثر ديكتاتورية سواء كانت هذه الديكتاتورية باسم الدين أو باسم الشيطان فالظلم لا دين له، الظالم يتشكل كما يريد ووفقا للعصر الذي يعيش فيه.. وأؤكد أن الظلم ليس له علاقة بأن من يرتدي ملابسه رئيس أو ملك أو سلطان أو امبراطور أو وزير أو حد موظف عمومي، لذا لزاما علينا أن نتطهر ونطهر أنفسنا من وباء النظام المخلوع وهذا التطهر سيستغرق سنوات ليست بالقليلة وعلى ضعاف النفوس التنحي جانباً وترك الساحة لأصحاب النفس الطويل لأن المباراة ليس شوطين فقط بل ستطول وتطول!.

تطهير الشعب من النظام تطهير الشعب من النظام Reviewed by fun4liveever on March 27, 2012 Rating: 5

No comments:

Powered by Blogger.