الضرب للجميع


لقد حققت الدولة الوحدة الوطنية بين فئات الشعب كافة سواء في الاختلاف بين الشمال والجنوب والشرق والغرب، وبين المسلمين والمسيحيين، حتي جماعة الإخوان المسلمين و الشيوعيين و الكفار _إن كان منهم في مصر_ أو الفقراء أو الخارجين على القانون، كلهم في الضرب سواء، فقوات الأمن لا تفرق بين غني وفقير فقط تنفذ أوامر عليا لا يعرف أحد مصدرها حتي الآن ولا دليل لدي أى شخص في مصر أو خارجها عن المقصود بكلمة "الناس اللى فووووق".

حقاً المساواة أساس العدل.. والعدل سمة ديمقراطية أصيلة مثلها مثل الضرب والتنكيل بمن يقول كلام ليس على هوي من بيده الكرباج، فالإيمان العميق الذي بقلوب وعقول المصريين بكل شرائحهم بأننا نشعب "ميجيش إلا بالكرباج" جعل الدولة بكل أجهزتها المحترمة تضع مناهج متعددة للضرب في حالات الصواب والخطأ معاً، فالضرب ليس له علاقة بالموقف بل له علاقة برغبة من بيده الأمر، كلامي ليس فلسفياً بقدر ما هو واقعي ويستند لملايين الأحداث على مر عصور مصر. لم تدرك الدولة أن "الضرب في الميت حرام" فقد مات الجسد والقلب والعقل المصري منذ آلاف السنين لكن لضعف الإحصائيات مثلما هو الحال في كل الأرقام في مصر، وكأن الدولة اقتنعت "جحا أولى بلحم طوره" فأصبح الضرب حكراً على المسئولين حتي إن كان عسكري في قسم شرطة.

أينعم الضرب ليس له كبير مثلما يقول كبار السن لكن السياسيين أثبتوا أن الكبير كبير.. أيضاً أعرف أن الضرب طال المصريين في كل مكان وبأيدي مصريين أو عرب أو أجانب، ونسوا أن الله قال في القرآن الكريم: "وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا".

في الرياضيات، معنى الضرب هو الجمع المتكرر لأعداد متساوية لاستخدام الضرب كعملية سريعة لجمع أعداد متساوية، وهو نفس منهج الأنظمة المصرية على مر العصور فالضرب هو الجمع المتكرر لأعداد متساوية من البشر في أقل فترة زمنية مع مراعاة الاستمرار في الضرب حتي لا ينسي المواطن طعم ورائحة واحساس الضرب، لأنه مفيد لصحة الكائن الحي خصوصاً الإنسان المصري.

في الفن، لا يعد الضرب إهانة بقدر ما هو أداء تمثيلي وإن كان حقيقياً مثلما يحدث في أقسام الشرطة والمعتقلات بل وفي الشوارع عند يقاف المواطنين تحري أو في أكمنة شرطة المرور أو كما يفعل رجال الشركة وهم في الزي المدني عندما يسيرون بسياراتهم ويضايقون السائقين ومن ثم ينزلون من سياراتهم لضرب من لا يعجبهم!.

ويري البعض أن دور «الشرطة» لم يعد في هذا الزمان مقصوراً في القبض على الجناة والزج بهم في السجون بعد أن يمثلوا أمام القضاء أو المحاكم بل فإن هذا الدور أصبح مرتبطاً بالتوعية والتهذيب أو التربية، فالسجن تهديب وإصلاح كما يقولون في شعاراتهم.


مصطفي النجار

كاتب مصري شاب


http://www.facebook.com/note.php?created&&note_id=137284056330273


الضرب للجميع الضرب للجميع Reviewed by fun4liveever on December 15, 2010 Rating: 5

No comments:

Powered by Blogger.