أنا المدير

أنا المدير الحر الباقي
أنا الواحد العارف بكل كلامي
أنا الآمر ولا يطاع سواي
أنا المالك لأمر الكرسي
أنا الحاكم بأمر الله
كلامي كله يُوحي
فأنا العظيم المُغني
فلا يَغني من لا تحت كرسي انحني
وأنا بالعقل الفطين باقي
ولو أتوا بالمكتب فوق رأسي
أنا ولا أحد بعدي
انا ذو العطر الذكي
والقلب القوي
والجسد الفتي
أنا الذي لا أحد يُعجزني
ولا كلل ولا ملل يُهددني
صبري فاق صبر الجبال
كلامى ساحر تهتز له سبع سماوات
امنح وأعطي
أنا الزعيم المهدي المنتظر
أنا الذي لا يعصاني بشر
ومن يجرؤ على من ملك

***

الدنيا بين يديا وتد
عليه استند
ومن تسول له نفسه
بالوتد.. ينكسر
لا أرحم إلا نفسي
ولا اعذار لغيري
فأنا كالوقت لا انتظر أحداً
والوقت محكوم
وأنا لا يحكمنى أحد

**

إن ظلمت.. فظلمي نعيم
وإن رحمت فأنا عليم
لا يدير شئون عالمي سواي
أتقدر على هجر دنياي؟
كلا إنك لتلعب
سألقنك درسا
تب فكرك.. وانتصرت
إن ناري عليك كالسوط
تشق الجلد وتُسيل الدم
وأنا ناظر إليك نظرة المستعر
لأنى أنا الواجد لك عملك
وحي لأحاكمك على عملك
خلقي أرقي منك
وخلقت أدني مني
انت الانسان في عقله الباطن
وأنا كالإله في صلبه متين
انت الكادح المطحون
انت كلب تحت قدم العاملين
فانت مع الملاعين
كتبت عليك اللعنة إلى يوم الدين
كتبت لك في الغياب مستقيم
على نهج أهلك فسير
وبمستوانا انت حقير
ولمقامنا من المغلفين
وقت ما أنا بذلك أريد
تظن أنك تفعل ما تريد
وانت في عالمي مريد
اركع.. "طاطي"
بوس الأراضي
اخشع بوس يا حقير
قدمي لك نعيم
وفي عذابي انت من المكرمين
وبأمري انت سامع مطيع
وإن عصيت فستقذوق نار الجحيم
إعقلها وانتظر..
واجعل فكرك بالقرش ينحصر
وادعوا ألا بقوتي اسحقك
وبجبروتي أُخفيك
وستكون في جناتي مادمت منتظر

***

ما دام كرسيا لمخلوق
فلو ما كان خالق..
فمن ذا الذي يوجد كل موجود
ولو نسي الانسان عقله
لسأل للحظة..
من الذي أتانى النعمة؟
الدنيا غَروره تهيأ..
للإنسان تقليبه ليله ونهاره
والرزق والخير والنعموهو بيده الأمر كله
وإليه يعود الفضل كله
ولو كان بأسبابه باقي
فهناك الجبار الباقي
لا يعلو مقامه فوق كومة قمامة
فالخالق لا يضاهيه مخلوق
فكيف وهو الخالق؟
أم سيعارض ملك الدنيا والملوك؟
ولو فعل فهو مفعول به
وما يجني منها إلا المقسوم
ويقسم على الخلق وهو لا يدري
أشباح تهول له قوته وتنسيه القوي
فيذل ربنا من يريد
ويعز بقوته من يريد
وهو الباطش فوق عباده
يفعل بهم وقتما يريد بحكمته